الصين والسعودية.. طموحات واسعة بضخ 60 مليار دولار استثمارات في المنطقة

تحتضن العاصمة السعودية الرياض، اليوم الخميس، قمة صينية سعودية للدفع بالعلاقات الاقتصادية الثنائية.

ووصل الرئيسُ الصيني شي جينبينغ إلى الرياض أمس، وقال إنه سيبحثُ مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ووليِ عهدِه الأمير محمد بن سلمان التعاونَ الثنائي والقضايا الإقليميةِ والدولية، مؤكدا أن التعاون العملي مع السعودية أسفرَ عن نتائجَ مثمرة في المجالاتِ كافة.

وأكد شي جينبينغ على وجودِ ثقةٍ استراتيجية متبادلة مع السعودية وبشكلٍ مستمر. ويحضر الرئيسُ الصيني القمة الصينية العربية الأولى والقمةِ الصينيةِ الخليجية الأولى.

من جانبه، قال الخبير السعودي في التجارة الدولية، الدكتور فواز العلمي، إنه مما لا شك فيه أن التوجه نحو الصين ليس مشروعا سياسيا بحتا بل شراكة استراتيجية بالمفهوم العالمي الاقتصادي التجاري، لا سيما أن المملكة هي أكبر شريك تجاري للصين.

وأضاف العلمي، في مقابلة مع “العربية”، اليوم الخميس، أنه في العقدين الماضيين تضاعفت التجارة بين البلدين 29 ضعفا، والسعودية هي أكبر مصدر نفط إلى الصين وتفوقت على روسيا الجارة الشمالية والشريك الاستراتيجي للصين.

وتابع: “أبرمت الشركات الصينية خلال العام الجاري 163 عقداً للمقاولات والتشييد بقيمة تتجاوز مليار دولار بزيادة 76% عن العام الماضي”.

وأوضح العلمي أن الشراكات الاستراتيجية بين البلدين تنبع من كون الصين والمملكة عضوين في منظمة التجارة العامية والمملكة لا تحيد غربا أو شرقا وإنما تركز على التبادل التجاري والتنوع الاقتصادي، وتحقيق المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة بين البلدين.

من جهته، قال المدير السابق بمنظمة التجارة العالمية، عبد الحميد ممدوح، إن الزيارة ترفع مستوى التعاون بين المملكة والصين إلى مستوى رؤساء الدول لكنها لا تغير شيئاً في الشراكة الطبيعية بين البلدين لأنه يوجد تكامل بين الاقتصادين كون أن الاثنين أعضاء في منظمة التجارة العالمية، والشراكة تنظمها قواعد متفق عليها، وعلى الرغم من ضرورة إصلاح المنظمة إلا أنه يوجد توافق بين المملكة والصين في الموضوعات المتعلقة بالمنظمة لأن توجهاتهم تسير في نفس الاتجاه وهو ضمان التوقعية والاستقرار في المعاملات التجارية.

وأضاف عبدالحميد ممدوح أن الشراكة تظهر في قطاعات واضحة جدا منها النفط وتجارة الخدمات التي قد تزيد قيمتها بكثير التجارة السلعية، وقطاع التشييد وقطاع الخدمات المالية وقطاع الاتصالات الذي لا يغيب عنه البعد الاستراتييجي السياسي بوجود المنافسة الدولية في التكنولوجيا.

وقال المدير السابق بمنظمة التجارة العالمية، إن “أسلوب المملكة في تحقيق توازن استراتيجي بين العملاقين الكبيرين مهم جدا للمملكة من الناحيتين الاستراتيجية والاقتصادية والخطوات التي تتم مع الصين من جانب والولايات المتحدة من جانب آخر تضع المملكة في موقف قوي لتحقيق مصالحها والتقدم في الأجندتين الاقتصادية والجيوسياسية”.

وفي سياق متصل، قال الخبير السعودي في التجارة الدولية، الدكتور فواز العلمي، إن المملكة والصين تستهدفان خلال الزيارة رفع رصيدهما من الاستثمارات في المنطقة من 10 مليارات دولار إلى أكثر من 60 مليار دولار خلال 10 سنوات قادمة لأن المملكة من أهم الدول المطلة على طريق الحرير والحزام البالغ عددها 65 دولة وسترتفع إلى 132 دولة، وذلك لوقوع المملكة على أفضل 3 ممرات بحرية يمر منها 18% من التجارة العالمية، ولذلك المملكة في موقع مهم جدا لاستقطاب الاستثمارات الصينية لا سيما في الصناعة والخدمات.

وأوضح العلمي أن تنمية الصادرات بين السعودية والصين ليست في صالح المملكة فقط لكنها في صالح جميع الدول المطلة على طريق الحرير.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Search this website
ترجمة - Translate