تريث دولي في الاعتراف بحكومة طالبان.. والصين عكس التيار

في الوقت الذي تترقب فيه معظم دول العالم قرارات وأفعال حكومة طالبان للاعتراف بها، سارعت الصين اليوم الأربعاء لإعلان استعدادها مواصلة الاتصالات مع قادة حكومة طالبان الجديدة في أفغانستان، ووصفت تشكيلها بأنه “خطوة ضرورية” في إعادة الإعمار.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين، إن بكين تحترم سيادة أفغانستان واستقلالها ووحدة أراضيها.

كما أضاف “نأمل أن تستمع السلطات الأفغانية الجديدة للناس من جميع الأعراق والفئات، من أجل تلبية تطلعات شعبها وتطلعات المجتمع الدولي”.

جدير بالذكر أنه بعد سيطرة طالبان على السلطة في أغسطس آب، دعت الصين إلى تشكيل حكومة منفتحة وممثلة للجميع.

الحكم على الأفعال
في المقابل، أعربت واشنطن عن قلقها إزاء الحكومة التي أعلنت الحركة عن تشكيلها. وقال المتحدث باسم الخارجية نيد برايس أمس الثلاثاء، إن واشنطن تلاحظ أن قائمة الأسماء المعلنة تتكوّن حصراً من أفراد ينتمون إلى طالبان أو شركاء مقرّبين منهم، ولكنها لا تضمّ أي امرأة.

كما أضاف أن الإدارة الأميركية ستحكم على طالبان من خلال أفعالها وليس بناء على أقوالها.

في حين، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، إن الأولوية الأولى لأفغانستان هي الاستقرار والسلام. وأكد على تويتر أن تجاهل الحاجة إلى حكومة شاملة والتدخل الأجنبي واستخدام الوسائل العسكرية بدلاً من الحوار تثير القلق الأساسي لأصدقاء الشعب الأفغاني.

لا نتسرّع في الاعتراف
بينما، اعتبرت قطر أن “طالبان” أظهرت “براغماتية، وينبغي الحكم على أفعالها، لأنها الحاكم الأوحد في أفغانستان”، من دون أن تذهب إلى حدّ الاعتراف الرسمي بالحركة.

وقالت نائبة وزير الخارجية لولوة الخاطر في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” إنّه “يعود للشعب الأفغاني وليس المجتمع الدولي أن يقرّر مصيره”.

كما أضافت: “أظهروا قدراً كبيراً من البراغماتية. دعونا نغتنم الفرص المتاحة ونحكم على تصرّفاتهم”، موضحةً أنّهم “الحكّام الفعليّون. لا شكّ في ذلك أبداً”. وقالت إن “الاعتراف القطري بطالبان لن يأتي على الفور”، مضيفة: “نحن لا نتسرّع في الاعتراف، لكننا في الوقت ذاته لا نوقف انخراطنا مع طالبان.. نحن نسلك الطريق الوسط”.

“حكومة شاملة بأدوار للنساء والأقليات”
أما تركيا فحذرت على لسان وزير خارجيتها من سرعة الاعتراف بهذه الحكومة، حيث قال إن أنقرة تبحث عن حكومة شاملة بأدوار للنساء والأقليات.

وأضاف تشاووش أوغلو أن الحكومة الشاملة ستسمح للبلاد بالتغلب على الأزمة دون الانجرار إلى حرب أهلية، مؤكدا أن الأتراك نقلوا أفكارهم بشأن هذه القضية مباشرة إلى طالبان، لكن “حتى الآن كان كل من تم تعيينه قريبًا من طالبان”.
كما أكد أن “العالم بحاجة إلى عدم التسرع عندما يتعلق الأمر بالاعتراف”.

“نفهم أولاً”
أيضا روسيا لم تخرج كثيرا عن الإطار، فقد أعلنت أنها ستتابع خطوات الحكومة العتيدة الأولى من أجل دراسة مسألة الاعتراف بها.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريح لوكالة “تاس”، ردا على إمكانية اعتراف روسيا بالسلطة الجديدة في أفغانستان: “من المهم بالنسبة إلينا أن نفهم ما هي الخطوات الأولى واللاحقة لهذه الحكومة، وماذا سيحصل في أفغانستان بعد ذلك”.

يشار إلى أن المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، كان أعلن خلال مؤتمر صحافي عقده أمس، أسماء أعضاء الحكومة، لافتا إلى أن حسن أخوند عين قائما بأعمال رئيس الحكومة، والملا عبد الغني بردار قائما بأعمال نائب رئيس الوزراء.

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Search this website
ترجمة - Translate