أكد الرئيس الإيراني المنتهية ولايته، حسن روحاني، لأول مرة، رسميًا، سرقة الوثائق النووية الإيرانية من قبل إسرائيل، والتي كشف عنها نتنياهو عام 2018.
وفي الوقت نفسه، اتهم النائب الأول للرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، إسرائيل، بتفجير ناقلات النفط الإيرانية.
وأفادت وكالة أنباء “فارس” أن روحاني أكد في خطابه الرسمي الأخير أمام أعضاء حكومته، اليوم الاثنين الثاني من أغسطس (آب)، أن “الإسرائيليين سحبوا الأسرار من البلاد وأعطوها لترامب، وانسحب ترامب أيضا من الاتفاق النووي”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو قد أعلن في مايو (أيار) 2018 أن الموساد سرب وثائق سرية تتعلق ببرنامج إيران النووي خلال عملية ناجحة.
وقال نتنياهو في خطاب متلفز إن الوثائق تحتوي على 55 ألف وثيقة في 183 قرصا مدمجا كانت مخبأة في مركز سري في ضواحي طهران.
وبعد بضعة أشهر من سحب الوثائق النووية من إيران، أعلن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب رسميًا عن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي وفرض عقوبات جديدة على إيران.
وقبل تصريحات روحاني اليوم، كان سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، قد أكد أيضا سرقة الوثائق النووية الإيرانية من إيران، ولكنه نفى تصريحاته بعد أيام قليلة.
كما قال الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد في أبريل (نيسان) الماضي عقب استهداف منشأة نطنز النووية: “إنهم يأتون إلى قلب العاصمة طهران ويسرقون الوثائق السرية ويرحلون”.
وبعد شهرين من هذه التصريحات، وخلال الحملات الانتخابية، قال أحمدي نجاد أيضًا إنه تم ثقب سقف منظمة الفضاء وسرقة وثائق البلاد، وأن مسؤولا رفيعا في مكافحة التجسس الإسرائيلي في وزارة الاستخبارات الإيرانية، كان هو نفسه جاسوسا لإسرائيل.
وبعد الانتخابات الإيرانية الأخيرة، قال علي يونسي، وزير الاستخبارات الإيرانية السابق، إنه خلال السنوات العشر الماضية، وصل نفوذ الموساد في أجزاء مختلفة من إيران إلى مستوى “يجب معه على جميع المسؤولين الإيرانيين أن يشعروا بالقلق على حياتهم”.
روحاني يرد على تصريحات خامنئي
وتابع روحاني في تصريحاته اليوم الاثنين: “كان عندنا عيب كبير وهو أن العواصف عندما كانت تعصف بالشعب، كانوا يلقون باللوم على الحكومة.. إعلامنا لا يستطيع منافسة إعلام العدو”.
وفي معرض رده على تصريحات خامنئي الأخيرة التي نفى خلالها أي ثقة بالغرب، قال روحاني: “الثقة شيء.. لكن التحدث والتفاوض والاتفاق والتفاهم شيء آخر”.
وأكد روحاني أن “جميع الأمور جرت في إطار كان يريده المرشد”، مضيفا: “لم نكن نعتقد أن الأميركيين سينسحبون من الاتفاق النووي بسهولة”.
وفي وقت سابق أيضا، رد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بشكل غير مباشر على خامنئي، مؤكدا أن فريق التفاوض بحكومة روحاني لم يثق في الولايات المتحدة، وقال: “نحن ليس لدينا حليف، لكن حتى أقرب حليف في العلاقات الدولية لا يمكن الوثوق به”.
جهانغيري: إسرائيل كانت ترسل اشخاصا داخل ناقلاتنا النفطية
من جهته، أشار إسحاق جهانغيري، النائب الأول للرئيس الإيراني، خلال هذا الاجتماع، إلى الصعوبات التي شهدتها الحكومة في بيع النفط على الرغم من العقوبات، قائلا: “لم يسألنا أحد كيف قمتم ببيع النفط؟”.
وتابع أن “ترامب منع بيع برميل نفط واحد وقد تضررت وانفجرت 12 من ناقلاتنا النفطية. لأن إسرائيل كانت ترسل اشخاصا إلى ناقلاتنا وتفجرها. ولم يسأل أحد كيف كان يتم نقل أموال النفط”.
تأتي هذه التصريحات، بعدما اتهمت أميركا وبريطانيا وإسرائيل في الأيام الأخيرة طهران بشن هجوم بطائرة مسيرة على الناقلة “ميرسر ستريت” التي تديرها شركة إسرائيلية، في عمان.
وفي الأثناء، عقدت الحكومة البريطانية، التي فقدت أحد مواطنيها في الهجوم على السفينة، اجتماعا للجنة الطوارئ، واجتماعا للنظر في كيفية الرد على الهجوم.