لا يزال الانسحاب الأميركي من أفغانستان يلقي بظلاله على الإدارة الأميركية، وسط تبادل للاتهامات بين الأجهزة المختلفة بسبب الفوضى التي حصلت خصوصاً في الأيام الأخيرة للانسحاب.
فقد ألقى رئيس هيئة الأركان المشتركة، مارك ميلي، باللوم المباشر على وزارة الخارجية في عملية الإجلاء من أفغانستان والتي وصفها بالفاشلة.
وقال في إفادة سرية مع أعضاء مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء، إن المسؤولين “انتظروا وقتاً طويلاً” ليأمروا بالخروج من مطار كابل، بحسب ما أفاد مصدران مطلعان على الإحاطة لموقع “أكسيوس”.
وخلال يومين من الشهادة مع ميلي، أكد وزير الدفاع لويد أوستن والجنرال فرانك ماكنزي، رئيس القيادة المركزية، أن الانقسامات عميقة بين وزارة الخارجية والبنتاغون.
مطالب بالمساءلة
إلى ذلك، يطالب المشرعون بالمساءلة بشأن خروج إدارة بايدن الفوضوي من أفغانستان، بما في ذلك عدم إجلاء الآلاف من الحلفاء الأفغان المعرضين للخطر والمغادرة دون إجلاء جميع الأميركيين.
وأرجأت وزارة الخارجية عمليات الإجلاء بأمر من الرئيس بايدن بعد أن حذر الرئيس الأفغاني أشرف غني من أن إجلاء الحلفاء الأفغان في وقت سابق من شأنه أن يدمر الروح المعنوية ويؤدي إلى انهيار الحكومة.
بدوره، دعا الجمهوريون ميلي، ووزير الدفاع لويد أوستن، ووزير الخارجية أنطوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، وحتى الرئيس بايدن إلى الاستقالة.
انتقادات حادة
وكان بلينكن أول مسؤول كبير من بايدن يدلي بشهادته أمام الكونغرس بشأن أفغانستان. وواجه انتقادات حادة ودعوات للاستقالة من عدة جمهوريين، لكنه ظل هادئا إلى حد كبير تحت الضغط.
وقال النائب مايك روجرز (جمهوري من آلاء)، أعلى عضو جمهوري في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، بعد الاستماع إلى الجنرالات: “علينا أن نعترف بأن وزارة الخارجية والبيت الأبيض هما المتسببان في هذه الكارثة، وليس وزارة الدفاع”، وذلك بشهادته أمس الأربعاء.