غواصات روسية شوهدت قرب تسرب غاز نوردستريم.. مسؤول يؤكد

فيما تبادل كل من روسيا والغرب التلميحات تارة والاتهامات الصريحة تارة أخرى حول التسبب في التسرب الذي شهده خط نوردستريم 1/2 للغاز في بحر البلطيق، أكد العديد من المراقبين أن معرفة السبب قد تتطلب وقتاً طويلاً.

لكن مسؤولين استخباراتيين غربيين ومصدراً آخر مطلعاً على الحادث أكدوا، اليوم الخميس، أن مسؤولي الأمن الأوروبيين لاحظوا يومي الاثنين والثلاثاء وجود سفن دعم تابعة للبحرية الروسية بالقرب من موقع التسريب، الذي يحتمل أن تكون ناجما عن انفجارات تحت الماء.

غواصات روسية

وقال أحد مسؤولي المخابرات إنه تم رصد غواصات روسية على مقربة من هذه المنطقة الأسبوع الماضي.

كما أضاف “نراهم كل أسبوع”، في إشارة إلى زيادة التحركات الروسية في بحر البلطيق لا سيما خلال السنوات الأخيرة.

إلا أن المصادر أوضحت لشبكة “سي أن أن” أنه من غير الواضح بعد ما إذا كان للسفن أي علاقة بتلك الانفجارات.

إنما أردفت أن هذه المعطيات ستدخل ضمن الاحتمالات التي سيتأكد منها المحققون.

في المقابل، امتنع مسؤولون أميركيون عن التعليق على هذه المعلومات الاستخبارية حول تواجد سفن روسيا في الموقع.

عمل تخريبي

يشار إلى العديد من المسؤولين السياسيين والخبراء كانوا ألمحوا خلال اليومين الماضيين إلى أن عملا تخريبيا يقف وراء تسرب الغاز من خطي الأنابيب نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2 بين روسيا وألمانيا.

كما اعتبر عدد من الخبراء أن قوات عسكرية مختلفة في المنطقة قادرة على تنفيذ عملية كهذه.

فقد ذكر المحلل البحري المستقل أتش آي ساتون على تويتر يوم الثلاثاء الماضي أنه خلال الحرب الباردة “نشر الاتحاد السوفيتي غواصات تجسس تتمتع بقدرات هندسية خاصة للتعامل مع قاع البحر في البلطيق”. وأضاف أنه على الرغم من أن دول البلطيق السوفيتية السابقة باتت تنتمي الآن إلى حلف شمال الأطلسي، فإن البحرية الروسية اليوم تمتلك “أكبر أسطول من غواصات التجسس في العالم” في القطب الشمالي.

“تورط الروس مستبعد”

إلى ذلك، اعتبر أن الروس “قادرون على إتلاف خط أنابيب في بحر البلطيق، لكن رغم ذلك، لا يبدو الأمر محتملاً”.

من جهته، اعتبر ليون هيرث أستاذ سياسات الطاقة في جامعة هيرتي في برلين أنه من الصعب الوصول إلى الأنابيب على عمق 70 مترا تحت الماء. وأضاف أن “إلحاق الضرر بخطي أنابيب للغاز في قاع البحر هو حدث كبير، لذا من المرجح أن تكون جهة فاعلة تابعة لدولة ما وراء ذلك”، مستبعدا ضمنيا وقوع هجوم “إرهابي” أو إجرامي.

فيما رأى مسؤول عسكري فرنسي كبير أنه بالنسبة للجيوش الحديثة، فإن المنطقة “مناسبة بشكل مثالي لغواصات الجيب”، وهي غواصات قزم مع طاقم صغير وغالبا ما يتم نشرها من سفينة، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس. وأضاف أن “الغواصات المسيّرة تغادر من غواصة تقف على بعد أميال بحرية عدة من الهدف.. ولأن الهدف ثابت فالعملية ليست بهذا التعقيد” بالنسبة لتنفيذ هجوم عن بعد.

كما أشار إلى أن الهدف الثابت يجعل من غير المرجح أن تكون الأنابيب قد ضربت بالطوربيدات لأن هذا السلاح يستخدم عادة لمهاجمة أهداف متحركة.

وبحسب الخبراء يمكن إرسال غواصين عادة إلى قاع البحر لوضع متفجرات، أو عبر الألغام ذاتية الدفع أو غواصة مسيّرة يمكن أن تقوم بهذه المهمة.

يذكر أن التسرب وقع في المياه الدولية قبالة جزيرة بورنهولم الدنماركية في بحر البلطيق، بين جنوب السويد وبولندا، وهي منطقة تعد منذ فترة طويلة من أكثر المساحات المائية الخاضعة للمراقبة من كثب في العالم.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Search this website
ترجمة - Translate