الانتصار الكبير في الزمن الصعب (10) – قادة النصر العربي

الانتصار الكبير في الزمن الصعب (10) – قادة النصر العربي

خامساً: صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود

سمو الأمير محمد بن سلمان حفظه الله تعالى هو ولي عهد المملكة ، ورئيس مجلس الوزراء ، ورئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية ، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. ولد في يوم السبت 15 ذو الحجة 1405هـ الموافق 31 أغسطس 1985م ، بمعنى أنه دون سن الثامنة والثلاثين حالياً ، فهو يتمتع بالشباب والحيوية والقوة ، والهمّة والطموح والأمل.. تربى في كنف والده الملك سلمان حفظه الله ومتَّعه بالصحة والعافية وطول العمر على الطاعة والاستقامة.

إن الملك سلمان حفظه الله تعالى كما عُرف بأنه ملك حازم ، وحاكم عادل .. فهو أب ناصح حريص ، ومرب فاضل حكيم ، ولا شك أن أبناءه أول المستفيدين من تعليمه وتربيته ، وأول المستجيبين لنصائحه وتوجيهاته ، ومن المؤكد بأنه كان يعدُّ أبناءه لعظائم الأمور ، وأعوص المُلِمَّات ، وأخطر الأحداث!!.. وقد سمعتُ أحد الأشخاص يقول : إن الملك سلمان حفظه الله تعالى كان يقرر لسمو الأمير محمد بن سلمان كتاباً يقرأه كل أسبوع ، فيقرأ في كل شهر أربعة كتب على الأقل! ، وكان ذلك لسنوات!.

وقد كان سمو الأمير حفظه الله تعالى متميزاً منذ الصغر فقد تخرج من الثانوية في عام 1424ه الموافق 2003م ، وكان من العشرة الأوائل على مستوى المملكة ، كما حصل على عدد من الدورات والبرامج في تخصصات عدّة .

وقد واصل دراسته الجامعية فالتحق بجامعة الملك سعود وحصل على درجة البكالوريوس في القانون ، وقد كان متميزاً أثناء دراسته الجامعية ، حيث كان ترتيبه الثاني على دفعته.

وأما في مجال العمل السياسي:

فقد تمَّ تعيينه مستشارًا متفرغًا في هيئة الخبراء بمجلس الوزراء في 22/ 3 / 1428ه الموافق 10 أبريل 2007م.

كما عُيِّن في 29 ذي الحجة 1430ه الموافق 16ديسمبر 2009م مستشاراً خاصاً لوالده أمير الرياض آنذاك الملك سلمان.

ولما تمَّ تعيين الملك سلمان حفظه الله ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع في عام 1433ه الموافق 2012م ، كان سمو الأمير محمد بن سلمان مستشاراً خاصاً لوالده ، ومشرفاً على مكتبه وشؤونه الخاصة.

وفي 21/ 4/ 1434ه الموافق 3 مارس 2013م صدر أمرٌ ملكي بتعيينه رئيساً لديوان سمو ولي العهد ومستشارًا خاصًا له بمرتبة وزير.

وفي 25/ 6 / 1435ه الموافق 25 أبريل 2014م صدر الأمر الملكي بتعيينه وزيرًا للدولة وعضوًا في مجلس الوزراء بالإضافة إلى عمله.

وفي 3/ 4/ 1436ه الموافق 23 يناير 2015، صدر أمر ملكي يقضي بتولّيه وزارة الدفاع بالإضافة إلى تعيينه رئيسًا للديوان الملكي ومستشارًا خاصًا للملك ، ثم صدر أمر ملكي آخر يقضي بإنشاء مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ويكون برئاسة سمو الأمير محمد بن سلمان.

وفي 10 / 7 / 1436 الموافق 29 أبريل 2015م صدر أمر ملكي ينص على اختيار سمو الأمير محمد بن سلمان وليًا لولي العهد ، وتعيينه نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره في منصب وزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.

وفي 26 رمضان 1438ه الموافق 21 يونيو 2017 م تمَّ تعيينه وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيرًا للدفاع ، فأصبح يرأس مجلسي الشؤون الاقتصادية والتنمية والشؤون السياسية والأمنية.

وفي 1/ 3 / 1444ه الموافق 27 سبتمبر 2022، صدر أمر ملكي يقضي بأن يكون الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيسًا لمجلس الوزراء في استثناء من حكم المادة السادسة والخمسين من النظام الأساسي للحكم ، ومن الأحكام ذات الصلة الواردة في نظام مجلس الوزراء.

ففي هذه اللمحة المختصرة ما ينبئ عن سيرة حافلة بالعطاء والإنجار ، والهمّة والنشاط والحيوية ، والسير قدماً في سلّم المعالي بكل همّة وطموح وتفانٍ في خدمة الوطن والمواطن ، وتحقيق النماء والازدهار ليس للمملكة فحسب ، بل للأمتين العربية والإسلامية كافَّة.

إن سمو الأمير محمد بن سلمان حفظه الله تعالى هو قائد عظيم ، وزعيم فريد ، أبدع في رؤيته ، وتألق في خططه التي يرسمها !، وفي مشاريعه التي يعلنها وينجزها! ، وتفرّد في همّته وطموحه! ، لفت الأنظار! ، وأبهر المتابعين ، وحيَّر الأعداء والمتربصين بأمته ووطنه!.

ولمَّا تيقن الأعداء والحاسدون من صدق لهجته ، وظهور حجته ، وعمق رؤيته! ، وقوة عزيمته ، وأنه لا يبالي بالنَّاعقين! ، ولا يرد على الافتراءات إلا بالعمل الجاد ، وتحقيق الرؤية ، ومسابقة الزمن في كل ما من شأنه النهوض بالأمة ، وجمع كلمتها ، وبعث روح الأمل والتفاؤل في أبنائها.. لمَّا أدرك الأعداء والحاسدون ذلك وتيقنوه صدموا ودهشوا .. فرموه عن قوس واحدة بكل فرية وكذبة!! فلم يرمش له جفن ، ولم يرتجَّ له جنان ، ولم تلن له قناة.. بل جعل ألدّ أعدائه أحدوثة للصحف والإعلام! ، فهم ما بين معتذر ومنكسر! ، ونادم ومتلون! ، وحاقد يتجرع مرارة الحقد وسمّه الزّعاف ، ويتسربل بعباءة الفشل والمذلَّة دون أمل في نجاح مسعاه الفاسد ؛ لأن الله لا يصلح عمل المفسدين.

وأما سمو الأمير محمد بن سلمان وفقه الله وسدّده فهو من أبرز قادة النصر العربي في هذا الزمن الصعب ، فقد غيّر وجه المنطقة! ، وعدل بوصلتها لتسير إلى الأمام برؤية استراتيجية تسابق الزمن ، وتسخر كل الإمكانيات لتحقيق النماء والازدهار ، وتعطي للعرب وزنهم وثقلهم ، وتجعلهم يداً واحدة في مواجهة كل المخططات والمؤامرات التي تحاك ضدّهم! ، وتحفظ لهم كيانهم وعزَّهم وسيادتهم.

إن النصر الذي حققه الله عز وجل للأمة كافّة ، والوطن خاصةً على يد سموه وفقه الله ، هو نصر كبير في جوانب شتى .. إنه انتصار يستحق أن يسطر للتاريخ ، ويوثق في مجلدات وكتب! ؛ لتقرأه الأجيال ، ويفخر به كل محب لعز الأمة ومجدها! ، ويسعد به كل من يفخر بقادة الأمة الأفذاذ الشجعان الذين يتصدون لمخططات الأعداء بكل حزم وقوة وشجاعة! ، ويديرون المعارك مع الغرب وأذنابهم بكل حكمة ودهاء ، ويحافظون على أوطانهم ومجتمعاتهم ، ويصنعون للأمة مجداً ، ويخلدون لها تاريخاً ، ويبنون لها مستقبلاً زاهراً بإذن الله تعالى.. ولعلي أشير هنا إلى بعض تلك الجوانب التي حقق فيها نصر جلياًّ رغم تكالب الأعداء وقوتهم وكثرتهم وشراسة عدوانهم! ، ومن تلك الجوانب :

أولاً: رسمه خطة المملكة ورؤيتها 2030 ، ووضعها موضع التنفيذ بكل حزم وهمّة وجد.

ثانياً: تحقيقه نصراً سياسياً حاسماً على كل الذين عادوه وحاربوه من ساسة الغرب ودوائره الإعلامية ، وغيرهم من الأذناب الحاقدين على المملكة حكومة وشعباً ، وقد حقق الله له هذا النصر العظيم رغم كثرة حملات التشويه والتشكيك والتحريض ، ورغم ضخامة السيل الجارف الذي ضخَّه الإعلام المعادي حول شخص سموه وسياسته ، وقدراته وطموحه.. ولكن أنى للباطل أن يصمد أمام الحق ؟! إذا كان للحق من يحمله بصدق وإيمان وشجاعة.

ثالثاً: حقق نصراً لا نظير له في محاربة الفساد الإداري والمالي ، وحوكمة المؤسسات ، ورفع مستوى التنسيق بين جميع قطاعات الدولة ووزاراتها .

رابعاً: حقق نصراً كبيراً في مجال الاقتصاد وتنمية جميع قطاعات الدولة ، وتوطين الصناعات ، وتنمية وتطوير المدن ، والاهتمام بالأماكن الأثرية ، والمناطق السياحية والمصايف وغيرها.

خامساً: حقق نصراً واضحاً وملموساً في جمع كلمة العرب ، وتوحيد صفهم ، وتنسيق مواقفهم من كل القضايا والأحداث التي تمر بها الأمة ، حتى أصبح المواطن العربي يشعر بالفخر والاعتزاز وهو يرى ويدرك التعاون والتكامل بين الدول العربية بما يحقق لها المصلحة ، ويدرأ عنها المفاسد والمخاطر. وأصبح القادة يتبادلون الأدوار في مقارعة الأعداء مما يجعل مهمة استهداف أي دولة عربية أصعب من ذي قبل.

سادساً : حقق نصراً فريداً في بناء التحالفات والشراكات العالمية مع الدول الكبرى مما جعلها تتنافس وتتسابق في خطب ودّ المملكة ودول الخليج ومصر في شراكاتها واستثماراتها ، وعلاقاتها الاقتصادية والعسكرية ، وأصبح الكل يعلم بأن المملكة هي قائدة العالم العربي والإسلامي ، وزعيمة الشرق الأوسط سياسياً واقتصادياً ، وهي مفتاح الوصول إلى تلك الدول .

وكل ما سبق الإشارة إليه ما هو إلا غيض من فيض مما حققه البطل الهمام محمد بن سلمان ، حفيد المؤسس ، وراسم الرؤية ، وقائد الأمة ، الذي فلَّ الله به حدَّ الأعداء ، وفرَّق جمعهم ، وكسر شوكتهم.. فجزاه الله عن وطنه وشعبه وأمته خير الجزاء ، وحفظه بحفظه ، وكلأه برعايته ، وأطال عمره على طاعته ، ورزقه الصلاح والإخلاص والقبول ، وجعله موفقاً ومسدداً ومباركاً أينما كان.

السبت 27 رجب 1444ه.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Search this website
ترجمة - Translate