سمو الأمير محمد بن سلمان قائد عالمي

سمو الأمير محمد بن سلمان قائد عالمي

التوفيق عطاء من الله عز وجل ، والنصر والتمكين والتأييد هبات ومنحٌ ربانية يهبها الله من يشاء من عباده.. يمدُّ بها قائداً ، وينصر بها جنداً ، ويمكِّنُ بها أمةً .. ويمحق بها باطلاً ، ويوهن بها كيداً ، ويردُّ بها بأس حاقد وحاسد.

 

لقد عشنا فتناً عمياء ، وتخطيطاً خبيثاً ، ومكراً كبّاراً  ، واستهدفت أمتنا العربية والإسلامية حتى ظننا بالله الظُّنونا.. لقد مُزِّقت دول ، وأسقطت حكومات ، وشُرِّدت شعوب ، ونُهبت خيرات تلك الدول والشعوب! ، ودُمِّرت مقدراتهم!… وما زالت المآسي والكوارث تضرب أطنابها في تلك الدول! ، والآلام والأحزان تخيّم في تلك البقاع! ، والجوع والخوف ، والفقر والتشريد أبرز الملامح ، وأقوى المشاهد في تلك المجتمعات التي وقعت فريسة المخططات الشريرة التي استُهدِفَتْ بها منطقتنا العربية بأكملها.

وقد كان ذلك المخطط الخبيث في أصله وجوهره يستهدف المملكة العربية السعودية كياناً وإنساناً ، وطناً ومقدسات ، قادة وشعباً…

وقد رأينا وسمعنا وعشنا لحظات فاصلة في ذلك المخطط الذي وجَّه الأعداء فيه سهام عدائهم لحكومتنا الرشيدة! ، ودولتنا المباركة.. كما رأينا الغرب يرغي ويزبد ، ويُهدد ويتوعد ، وينشر التقارير ، ويوجّه الإعلام! ؛ ليضرب دولتنا في مقتل! ، وذلك باستهداف قيادتنا الرشيدة! ، فحاول إثارة الكثير من الإشاعات الكاذبة ، والافتراءات الظالمة ، وحاول زرع بذور الفتنة بين القيادة الرشيدة ، والشعب السعودي الأصيل ، كما حاول الغرب وأذنابه وعملاؤه إثارة الفتنة بين أفراد الأسرة المالكة! ، فروجوا لوجود خلافات وصراعات بين أمراء الأسرة!.. بل وصل الكذب والافتراء بأبواق الأعداء أن يدعوا زوراً وكذباً وبهتاناً بأن سمو الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – قد سجن عمَّه وأبناء أعمامه ليخلو له الجو للوصول إلى عرش الملك! ، بل زادوا وزعموا أنه قد حجر على والده الملك سلمان! – متَّعه الله بالصحة والعافية – .

وقد رافق هذه الأكاذيب الحملة المسعورة التي شنّها الإعلام الغربي ومن سار في ركبه على سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بسبب مقتل الصحفي جمال خاشقجي – رحمه الله -.. وقد كانت حملة تشويه وتضليل غير مسبوقة ، ظنَّ القائمون عليها أنها ستدمِّر مستقبله السياسي والقيادي!.. وقد تماهى معها ساسة الغرب وتاجروا في تلك القضية كثيراً ، لا سيما في أمريكا! ، فقد تبناها الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن! وبعض السناتورات! ، وكذلك بعض الصحف الغربية ذائعة الصيت!.

وتلك الحملة غير المسبوقة مع ما رافقها من ضغوط وتهديدات ، ومحاولة فرض عقوبات! ، ومنع تسليح ، واتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان! ، وغير ذلك من الأقاويل والافتراءات! ، كل ذلك لم يفتّ في عضد سمو الأمير الشاب ، البطل الهمام محمد بن سلمان – حفظه الله وأيده – ، فقد أبهر الأعداء وألجمهم وحجَّمهم! ، وأثبت لهم بالأفعال قبل الأقوال أن المملكة العربية السعودية دولة تقود وتسود.. وأن لها مؤسساتها السيادية ، ونظامها القائم ، وقضاؤها المستقل.. وأن لديها من القدرات والطاقات والامكانيات ما تصفع به – بعد عون الله وتأييده – وجوه الأعداء الحاقدين المتآمرين.

وقد سارت الأيام وتلاحقت الأعوام والكلاب تنبح ، والقافلة السعودية تسير! ، وقائدها الهمام يُحقق رؤيته ، ويقود أمته ، ويُفرِّقُ شمل أعداء وطنه وأمته بمهارة فائقة! ، وقدرة باهرة! ، بل لقد جعل بعضهم لبعض عبرة وعظة! ، حتى أن ألدّهم عداءً ، وأقبحهم قولاً أصبح أضحوكة وسائل الإعلام والمتابعين والمحللين!..

ولما أيقن قادة الغرب بأن مخططهم مكشوف! ، ونواياهم مفضوحة! ، وأن أمامهم قائداً عربياً أصيلاً، شهماً شجاعاً ، سليل أطايب كرام ، وحفيد مؤسس همام ، وابن ملك ضرغام طأطأوا روسهم! ، وغيّروا لهجة الخطاب! ، واتخذوا أسلوباً آخر ظنّوا أنهم سيحققون به ما عجزوا عن تحقيقه بالتهديد والوعيد ، والأساليب المستهجنة السابق ذكرها.

لقد اعتمدوا أسلوب الحوار والمفاوضات ، والزيارات المتكررة ، والمراوغات التي عُرفوا بها! مع محاولة التهديد بين فترة وأخرى!.. ولكنهم صُدموا بأنهم أمام شاب أعطاه الله شجاعة نادرة! ، ومنحه دهاءً وذكاءً ، ورزقه حنكةً وهيبةً ! .. لديه رؤية واضحة تخدم الجميع بلا أنانية أو حسد! ، وتستفيد منها كل الأطراف! .. تجلب لمنطقة الشرق الأوسط أمناً وسلاماً واستقراراً ! ، وتمنحها تقدماً وتنمية ورخاءً!.

 

كما أن رؤية سموه الكريم تفتح الأبواب لكل الدول المتقدمة للمساهمة الفاعلة في تحقيق هذه الرؤية بما

يعود على تلك الدول بالفوائد الكبرى التي تفوق خيال مفكري تلك الدول قبل أن يسمعوا ويستوعبوا رؤية سموه الكريم.

ومن جميل ما في رؤية سموه – حفظه الله – أنه يعرضها للعالم كله! ، ثم يقول لتلك الدول بساستها وشركاتها ، ومؤسساتها من يريد العمل والاستثمار ، والبناء والنماء ، والأمن والاستقرار ، فليبادر للمساهمة المفيدة النافعة للجميع .. ومن يريد أن يبقى في مشاريع التخريب والحروب والفتن فهذا شأنه!، وهو الخاسر الأول!.

لقد كانت رؤية سموه – حفظه الله – رؤية بناء وسلام وتطوير ، وتعايش سلمي ، وتعاون دولي.. مما جعل ألدَّ أعدائه يفرمتُ أفكاره السابقة! ، ويمسح ترسبات النظرة السوداوية للمملكة عموماً ، ولسمو ولي العهد المعظّم – حفظه الله – خصوصاً! .

لقد عاد الرئيس الأمريكي بايدن ، والسناتور الأمريكي  ليندسي غراهام وغيرهم عن مهاجمة سمو ولي العهد إلى التودد له! ، والتعاون معه! ، بل والإشادة به! بعد أن كانوا من ألد أعدائه! ، وغيرهم كثير من الساسة الغربيين الذين أصبحوا يترددون على المملكة بين فترة وأخرى ، ويُبدون إعجابهم بما حققه سموه من تغيير ملموس ومشاهد على مستوى الوطن والمنطقة كافة.

وحتى الصحافة العالمية التي تعمل استطلاعات للرأي حول قادة العالم الأكثر تأثيراً على المسرح الدولي ، يتفاجأ القائمون عليها والمتابعون لتلك الاستطلاعات بأن سموه أصبح القائد الأول عربياً وإسلامياً ، وأنه أصبح ينافس الزعماء الأكثر تأثيراً وظهوراً وشعبية على مستوى العالم!.

وأما نحن أبناء المملكة العربية السعودية فلم نتفاجأ بذلك ، بل نعلم أنه الأفضل عالمياً  رؤية وقصداً ، وعملاً وإنتاجاً ، ورغبة وحرصاً على السلام والنمو والتطور ، والتعاون الدولي ، والتواصل الحضاري ، والتعايش السلمي بين جميع دول العالم وشعوبه!.

إن ما تحقق بفضل الله تعالى ثم بجهود سموه الكريم سواءً على المستوى المحلي ، أو الخليجي والعربي ، أو على مستوى منطقة الشرق الأوسط بأكملها هي نتائج مُبْهِرة ، وقفزات مُلْهِمة لم تكن تخطر لأحد على بال لولا توفيق الله عز وجل لسموه الكريم ، حيث ألهمه رؤية طموحة! ، ومنحه قوة وإرادة وهمَّة عالية تتقاصر دونها الهمم والإرادات!.

إن إنجازات سمو الأمير محمد بن سلمان في هذه الفترة القصيرة لا يمكن حصرها في جانب ، أو مجال أو مسار ، أو جهة معينة! ؛ لأنها رؤية دولة متكاملة الجوانب ، تتناسق وتتكامل ، تتقاطع فيها مسارات الإنجاز ، وتتلاقى فيها مقاصد النجاح .. تفيد الوطن ، وتدعم الأشقاء ، وتمدُّ يد الصدق والوفاء والعطاء لمحيطها الإقليمي ، وتفتح أبواب التعاون الدولي لكل دول العالم.

لقد أتى الله بسمو الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – على قَدَرٍ – ؛  ليكون الابن البار لوطنه وأمته! ، والقائد الأبرز عالمياً بكل جدارة ، فهو الذي يقدّم لكل شعوب العالم – في هذه الحقبة المضطربة – نموذجاً ناجحاً وفريداً في العمل الجاد لإنقاذ البشرية من الحروب والفتن والاضطرابات ؛ لتسمو في سياساتها وخططها إلى ما يحقق السلام والأمن ، والنمو والرخاء للجميع.. ولا يكون ذلك إلا بالعمل الدؤوب على نشر العلم ، وتبادل المعرفة ، وتحقيق السلام العادل ، وترسيخ مبادئ التعاون الدولي ، وإعلاء قيم التعايش السلمي ، والقضاء على مظاهر العنف والغلو والتطرف من أي جنس أو طائفة  كانت ، ودون محاباة أو تمييز مع كائن من كان ؛ لأن الغلو والتطرف والإرهاب لا دين له ، ولا جنس له ، بل هو آفة عالمية يجب اجتثاثها من كل المجتمعات التي تريد السلام والأمن والاستقرار.

فهل يتعاون القادة الكبار مع سمو ولي العهد المعظَّم – وفقه الله وأيده – ؟ ؛ ليتحقق النماء والرخاء ، ويسود السلام والأمن والاستقرار منطقة الشرق الأوسط ، وغيرها من مناطق الصراع العالمي.

نرجو ذلك ونتمناه ، ونسأل الله أن يُعِزَّ سمو ولي العهد ، وأن يكون له معيناً ومؤيداً وحافظاً.

د. علي بن يحيى بن جابر الفيفي

الجمعة الموافق 16 ذي القعدة 1445هـ

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Search this website
ترجمة - Translate