صداع “غزة بعد الحرب” يؤرق واشنطن.. وشكوك حول عباس

على الرغم من تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رفضه استلام السلطة الفلسطينية للحكم في غزة بعد انتهاء الحرب، إلا أن الإدارة الأميركية تدرس هذا الخيار.

لكن مسؤولي البيت الأبيض يخشون من عدم تمكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس من تولي قيادة القطاع الفلسطيني المدمر.

فقد كشفت مصادر مطلعة أن تلك القضية هيمنت على المناقشات التي جرت بشكل حثيث في البيت الأبيض خلال الفترة الماضي.

مقترحات محتملة

إذ أمضى كبار المسؤولين أسابيع عدة في صياغة مقترحات محتملة حول كيفية إدارة غزة، حسب ما نقلت صحيفة التلغراف البريطانية.

وعملوا على وضع خطط قد تكون مقبولة لجميع الأطراف المعنية، آخذين بعين الاعتبار أن أي حزب سيحكم غزة يجب أن يحظى بدعم الفلسطينيين من جهة وإسرائيل من جهة أخرى فضلا عن المسؤولين العرب

فيما تتزايد المخاوف والشكوك الأميركية بشأن عباس ( 88 عامًا) الذي أمضى حتى الآن نحو 18 عامًا في الحكم.

وفي السياق، أوضح أحد المسؤولين السابقين أنه من المرجح أن تدرس الإدارة الأميركية البدلاء المحتملين عن عباس.

سلام فياض؟

في حين أفيد بأن اسم سلام فياض، رئيس الوزراء السابق للسلطة الفلسطينية، هو المفضل لدى بعض المسؤولين المصريين والأميركيين على السواء لقيادة حكومة جديدة في غزة.

إلى ذلك، يبدو أن المناقشات الأميركية بشأن مستقبل غزة بدأت تتقبل فكرة أن تقوم قوة إقليمية واحدة أو عدة قوى بدور الضامن للسلطة الفلسطينية. وقال مصدر أمني مطلع إنه يمكن دعوة دولة واحدة أو أكثر للعمل “كوكيل لضمان السلام وتولي مسؤولية” إعادة بناء غزة.

إعادة الإعمار والأمن

كما تتضمن خطة بايدن لمرحلة ما بعد الحرب، بالإضافة إلى إدارة غزة، عنصرين آخرين: هما إعادة الإعمار والأمن. إذ يأمل البيت الأبيض في الحصول على دعم من المجتمع الدولي والإقليمي لدفع تكاليف إعادة بناء المدارس والمستشفيات وغيرها من البنية التحتية الحيوية التي دمرت خلال الحرب.

إلا أن مسألة الأمن تبقى إحدى أكثر القضايا استعصاءً على الحل على ما يبدو.

ففي حين تتردد معظم الدول المجاورة في تقديم قواتها الخاصة لحفظ الأمن في غزة، يستبعد بايدن نشر جنود أميركيين على الأرض.

وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، تساءل سابقاً ما المصلحة في دخول أي قوات عربية، لاسيما أن الفلسطينيين قد ينظرون إليها على أنها جاءت لدعم إسرائيل.

مع ذلك، اقترح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سابقا إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، يضمنها وجود دولي، “سواء قوات حلف شمال الأطلسي، أو قوات الأمم المتحدة، أو قوات عربية أو أمريكية”

وبحسب المعلومات، حظي اقتراح السيسي ببعض الاهتمام من قبل البيت الأبيض، حيث أشار أحد كبار المسؤولين إلى أن وضع حماس سيكون عاملاً رئيسياً في القرار النهائي.

في المقابل، من غير المرجح أن تحظى فكرة تواجد قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة بدعم إسرائيلي، خاصة أن تل أبيب زعمت خلال الفترة الماضية أن المنظمة الدولية منحازة ضدها.

يذكر أن عدة مسؤولين إسرائيليين كانوا أكدوا مرارًا في السابق أنهم لا ينوون البقاء في غزة، لكنهم شددوا في الوقت عينه على أنهم لن يسمحوا لحماس بالاستمرار في الحكم بعد هجوم السابع من أكتوبر.

كما شدد نتنياهو أمس على أن السلطة الفلسطينية لن تحكم القطاع.

وكانت مسودة حصلت عليها العربية/الحدث سابقا أظهرت أن نقاشات عدة تدور بين دول أوروبية حول من سيحكم غزة وطبيعة هذا الحكم بعد انتهاء الحرب.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Search this website
ترجمة - Translate